بعد أهل الترف والرئاسة غالباً عن الانقياد للدين
قال شيخ الإسلام: (ومن هذا الباب قول هرقل لـأبي سفيان عندما قابله: ( أفضعفاء الناس اتبعه أم أشرافهم؟ قال: بل ضعفاؤهم. فقال هرقل : هم أتباع الأنبياء ) ) وهذا الكلام مختصر، وإلا فإن هرقل قال: ( وسألتك أضعفاء الناس اتبعوه أم شرفاؤهم؟ فقلت: ضعفاؤهم، وهم أتباع الأنبياء )، فهذا دليل على نبوته صلى الله عليه وسلم: أن يكون أتباعه هم الضعفاء.قال شيخ الإسلام: (وقد قالوا لنوح: (( أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأَرْذَلُونَ ))[الشعراء:111]، فهذا فيه أن أهل الرئاسة والشرف يكونون أبعد عن الانقياد إلى عبادة الله وطاعته؛ لأن حبهم للرئاسة يمنعهم من ذلك، بخلاف المستضعفين) فهذا ليس فيه تفضيل الفقراء والضعفاء مطلقاً.